في حلم من الأحلام
تخيّلوا معي ملاذاً آمناً ناطقاً باللغة العربية، سواء أكان منصة رقمية أو مكاناً جغرافياً حيّاً يُرزق، أو مساحة خيالية لا تمتّ للعالم بصلة، فيها ناطقون باللغة العربية يتبادلون وجهات نظر غير متشابهة، ويروون تجارب شخصية، ويُناقشون أبعادها باحترام وحرية. وتخيّلوا أنه إلى جانب، أو ربما بعيداً عن الدين، والسياسة، والحب، والحرب، يدور النقاش حول مواضيع تراثية تقليدية، أو جديدة عصرية، أو الشغف بالقصص البوليسية، أو أفلام التشويق، أو الفنون الجميلة، من داخل الفضاء العربي أو غير العربي، وأخبار التكنولوجية، وعلوم الفضاء، والمسرح، وبرمجة الكومبيوتر، والذكاء الاجتماعي، والاصطناعي والتصميم، والهندسة، وغيرها، ركن لكل اهتمام، شلّة تجتمع حول ما يُطربها، حول الآلة الموسيقية التي تعزفها أو الحقبة التاريخية التي تهتمّ لها وتقرأ عنها. وتخيّل أيضاً أنه في أمان هذه المساحة، يقول الجميع ما يرغب به ضمن أُطر احترام الآخر والنفس، بلا أن يتعرّضوا لأي نوع من التنمّر العبثي أو التذمّر العشوائي أو التكفير الشعبوي. سأنام.
